linux forms
مرحبا بكم في منتدىlinux

يرجى على الزائر

التسجيل



انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

linux forms
مرحبا بكم في منتدىlinux

يرجى على الزائر

التسجيل

linux forms
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
بحـث
 
 

نتائج البحث
 


Rechercher بحث متقدم

سحابة الكلمات الدلالية

موضوع  لعبة  OVERDOSE  تحميل  الثقافة  شفرات  بالانجليزي  

المواضيع الأخيرة
» حكمة اليوم
لندن في  ديوان ( اصداء النيل ) من شعر عبدالله الطيب I_icon_minitimeالخميس ديسمبر 27, 2012 12:13 am من طرف Admin

» برنامج زيادة النقود و win
لندن في  ديوان ( اصداء النيل ) من شعر عبدالله الطيب I_icon_minitimeالأربعاء أبريل 18, 2012 12:51 am من طرف Admin

» برنامج لتعديل التقنيص
لندن في  ديوان ( اصداء النيل ) من شعر عبدالله الطيب I_icon_minitimeالأربعاء أبريل 18, 2012 12:48 am من طرف Admin

» تحميل مجاني بسمان الخطيب الو حبيبي
لندن في  ديوان ( اصداء النيل ) من شعر عبدالله الطيب I_icon_minitimeالأربعاء أبريل 18, 2012 12:43 am من طرف Admin

» محمد السالم يالهوي تحميل مجاني
لندن في  ديوان ( اصداء النيل ) من شعر عبدالله الطيب I_icon_minitimeالأربعاء أبريل 18, 2012 12:39 am من طرف Admin

» محمد السالم حظي المصخم نحميل مجاني
لندن في  ديوان ( اصداء النيل ) من شعر عبدالله الطيب I_icon_minitimeالأربعاء أبريل 18, 2012 12:37 am من طرف Admin

» علي الحميد الدفان تحميل مجااااااااااااااااني
لندن في  ديوان ( اصداء النيل ) من شعر عبدالله الطيب I_icon_minitimeالأربعاء أبريل 18, 2012 12:34 am من طرف Admin

» الفية بن مالك 100 بيت
لندن في  ديوان ( اصداء النيل ) من شعر عبدالله الطيب I_icon_minitimeالأربعاء مارس 14, 2012 5:12 pm من طرف Admin

» طريقة سرقة الايميلات للمبتدئين
لندن في  ديوان ( اصداء النيل ) من شعر عبدالله الطيب I_icon_minitimeالخميس فبراير 16, 2012 1:25 am من طرف Admin

نوفمبر 2024
الإثنينالثلاثاءالأربعاءالخميسالجمعةالسبتالأحد
    123
45678910
11121314151617
18192021222324
252627282930 

اليومية اليومية

التبادل الاعلاني

انشاء منتدى مجاني




لندن في ديوان ( اصداء النيل ) من شعر عبدالله الطيب

اذهب الى الأسفل

لندن في  ديوان ( اصداء النيل ) من شعر عبدالله الطيب Empty لندن في ديوان ( اصداء النيل ) من شعر عبدالله الطيب

مُساهمة  Admin الثلاثاء يناير 24, 2012 5:46 pm

لندنُ في ديوان (أصداء النيل ) من شعر عبد الله الطيب

لندنُ في ديوان (أصداء النيل ) من شعر عبد الله الطيب

الدكتور/ سعد عبد القادر العاقب


حديث الغربة من الأحاديث المعتادة عند شعراء العرب منذ زمان بعيد، فهم يبثون أشواقهم إلى ديارهم التي رحلوا عنها ، وإن كانت الديار التي تغربوا فيها أرغد من ديارهم ومواطنهم التي شبوا فيها، وقد يختلط إحساس الغربة بالغبن أحياناً إذا كان في زمن يكثر فيه الظلم، وسوء الحال، قال بعضهم: الغربة كربة(1) ولقد وصف بعض الفرس الغربة فقال(: الموت شديد وأشد منه الغربة) (2)
كان العلاّمة عبد الله الطيب (عليه رحمة) الله ممن تغربوا عن وطنه السودان ، فطاف وتجول في أنحاء المعمورة، حيث سافر إلى لندن، وإلى نيجيريا، وإلى المغرب، لكنه أظهر الغربة في لندن ، أكثر من إظهاره إياها في نيجيريا والمغرب، وأعزي هذا الأمر إلى التقارب بين ثقافته المحلية وثقافة نيجيريا والمغرب ، أعني بذلك الرابط الديني والجغرافي بين السودان وهذين القطرين الإفريقيين،وبهذا الرابط تذكر أركويت التي في شرق وطنه السودان حين رأى الجبال بمنطقة جوس في نيجيريا فقال:
عَرِّجْ على جَوْسَ واذْكُرْ عندها الوطنــا أذْكَـرنـني أركـويـتاً وَهْي نـــائيةٌ إنَّ الجبالَ بِجَوْسٍ هِـجْنَ لي شجنا
والنـيلَ ياليت أن النيلَ منك دنا(3)

في هذه الدراسة ركزت على المواضع التي ذكر فيها عبد الله الطيب مدينة لندن في ديوان أصداء النيل،حيث ارتبط وصف لندن في ذلك الديوان بوصف بلاد غريبة عن الشاعر غريب هو عنها في الغالب، ، وقد قسمت الدراسة إلى العنوانات التالية:
• لندن بلاد الغربة
في هذا الجانب يقترن ذكر لندن عند عبد الله الطيب دائما بالحنين إلى وطنه السودان، فهويتذكر النيل أبداً كلما ذكر إقامته في مدينة لندن، ويتخذ النيل هنا رمزا للسودان كله، مثلا قوله :
بلندنَ مالي من أنيسٍ ولا مالِ وبالنيلِ أمسى عـــاذِرِيَّ وعُذّالي
ذكرتُ التقاءَ الأزرقينِ كما دَنَا أخو غَزَلٍ من خِدْرِ عذراءَ مِكْسالِ(4)
ولو قرأت أبيات القصيدة كلها، وجدت نفورا الشاعر من البيئة اللندنية، وحنينه إلى بيئته التي جاء منها، فهو يسترسل في وصف المظاهر التي ألفها في دياره على ضفاف النيل ، ولم يجدها في لندن ، مثل السواقي وشجر النخل والسَّيال:
ويا حبذا تلك السواقي وقد غدتْ
ونخلٌ إذا ما البدرُ أشرقَ خلفـه
وشـوكُ السَّيَالِ يلمع النَّورُ فوقََه

بألحانِ عبرى ثرَّةِ العــينِ مثكـالِ
أطـلَّ عى الرائينَ كالعُنُقِ الحالي
طرائقَ مثلَ الـذرِّ يلمعُ في الآلِ (5)

ويصف عبد الله الطيب في غربته، المظاهر التي لم يألفها في بلاده السودان، وهي مظاهر بيئية، تتحكم فيها عوامل المناخ والجو ، فما من إفريقي يسافر إلى أوربا، إلا أحس بالدهشة وعانى برودة الجو هناك، وهذا أمر لا يكون في بلاد إفريقية، إلا في شماليها ، في بعض فصول السنة، لذلك أكثر عبد الله الطيب من ذكر الثلج الذي يغطي الأرض والشوارع ، وهو مشهد لا نراه نحن في السودان إلا في التلفاز، انظر قوله:
أم تر أن الشمسَ قد لاح قرنُها
وقد ملأ الثلجُ الفجـاجَ كــأنَّه
أنِستُ لقربِ النارِ في بردِ لندنٍ
خلالَ السَّحابِ السُّحْمِ ثم تغيبُ
بدارِكَ آلٌ ســـاطعٌ وكثيبُ
وللقَطْرِ وقــْعٌ لا يكُفُّ رتيبُ(6)

وقوله أيضا :
رأيتُ النيلَ يلمعُ في خيالي تــرفُّ عليه أزهارُ النجومِ
بلندنَ إذ نديفُ الثلجِ حولي وللـنكباءِ لذعٌ في أديمــي(7)
ولا شك أنه وجد في الثلج رمزا جيدا للكآبة والهموم التي كانت تحيط به وهو في لندن، لا سيما أنه ذكر ريحا غير محمودة، هي الريح النكباء وهي التي تهب بين ريحين
من مظاهر الغربة في لندن، شيء بعثته البيئة الدينية التي تربى فيها عبد الله الطيب ، وهي بيئة الخلوة ومشايخ الصوفية، الذين تمسكوا بتربية أبنائهم على أخلاقهم التي ورثوها عن أجدادهم وشيوخهم السابقين، وهي بيئة ظلت تقاوم الاستعمار الإنجليزي مقاومة عقدية اجتماعية لتمنع تسرب فكر المستعمر إلى عقول الشباب وأذهانهم ،لذلك حمل عبد الله الطيب في نفسه اعتقاده كفر هؤلا ء القوم الذين سافر إلى بلادهم في قوله:
ألم ترني ضاعت حياتيَ كلُّها وأفنيتُ روقَ العُمْرِ في بَلَدِ الكفرِ(Cool
وربما كان أمر التنافر بين الفرنجة والعرب موروثاً من أيام الأندلس فقد ذكر المقري التلمساني أن الفرنجة كانوا أشد على أهل الأندلس من جميع من يحاربون من الأمم(9)، كذلك اتضح أثر الأختلاف بين ألوان الإنجليز ولون عبد الله الطيب فنجده في غربته تلك يميل إلى الذين يشابه لونهم لونه، وما ذاك إلا حنين إلى وطنه، فقد رأى في بعض الهنديات اللائي في لندن لونا يشبه لون السودانيات، فقال:
بناتُ إنديزَ الحسانُ السُّمرُ في الغلائلِ
تلطِمُ أمـــواجُ صدورِهنَّ صخرَ ساحلِ
شفاهُهن المفعــــماتُ حُفَّلُ الـــــمناهلِ لحاظُهن قد نَفَـــــذْن منك في المَقاتلِ حتى توهمتُ طيوفَ النيلِ ذي الأصائلِ
تُبْصِرُ فيهــــن جمالَ عِيْــنِهِ الخواذلِ (10)

• بين غربة المتنبي وأبي فراس وعبد الله الطيب
تغرب عبد الله الطيب طوعا في لندن ، وكذلك المتنبي في شعب بَوَّان، لكن أبا فراس كان قد تغرب قسرا في بلاد الروم حيث أُخذ إليها أسيراً ولكن ثمة تشابها بين هؤلاء الرجال الثلاثة في وصف غربتهم، ولأن بينهم رابط العروبة العميقة والفصاحة، لا سيما بين المتنبي وعبد الله الطيب، فهو إذ ينظر إلى لندن نظرة عروبية، لا يرى فيها غير العُجمة المنكرة، في نفس العربي الفصيح، وهذا ما أشبه فيه أبا الطيب المتنبي في وصف شعب بوّان، في البيتين الأولين :
مغاني الشِّعْبِ طِيبٌ في المغاني بمنزلةِ الربيـعِ من الـــزمانِ
ولكن الفتـى العربيَّ فيــها غريبُ الوجهِ واليدِ واللسانِ(11)
و فكرة عبد الله عن عجمة لندن، جاءت في قوله:
طربتُ لذكرِ النيلِ إذ شطّ منزلي بلندنَ حولي كلُّ أعجمَ رطَّانِ(12)
أما أبوفراس فقد يكون اقتداء عبد الله الطيب به في الغربة اقتداء غير مباشر، لأنه كما ذكرت أُخِذَ أسيرا إلى بلاد الروم، وذهب عبد الله الطيب إلى لندن طائعاً، فليس في نفس عبد الله الطيب إحساس الغبن الذي في نفس أبي فراس، ولكن قد نجد إحساسا يسيرا في نفس عبد الله الطيب ، بغبن تجاه لندن، فقد كانت مستعمرة لبلاده، بغير حق، فالأسير عند عبد الله الطيب، هو وطنه السودان وليس شخصه هو، وقد وجدت شيئا من هذا الغبن في قصيدته (حانة السود) في قوله:
يا بؤسَ للملونيـ ـنَ عَذَّبَتْهُم لندنُ
تفتِنُهم كما سواهم بســناها فُتِنوا
إلى هواها ركنوا
لاقتــــــهُمُ شراسةٌ من وَجْها وشَزَنُ فانصرفوا قلوبُهـم غيظٌ بهـا وحَزَنُ
وزفراتٌ ليس يمحو حـَزَّهُنَّ الزَّمَنُ(13)

وقد كان هذا الغبن شائعا عند شعراء العرب في الدول التي كانت تحكمها بريطانيا العظمى، كقول الشاعر المصري محمد عبد المطلب1931م:
أبناءَ لندنَ والحضارةُ عندكم عهدٌ به شهد الملوكُ عليكُمُ مالي أُقَـــلِّبُ ناظريَّ فلا أرى
دعوى ملأتم باسمِها الأجيالا
فتبينوهُ خـــديعةًً ومـُـحالا
في مصْرَ غيرَ نوادبٍ وثُكَالَى(14)

وقول الشاعر العراقي معروف الرصافي
يا أهلَ لندنَ ما أرضتْ سياستُكم أهلَ العِراقَينِ لا بدواً ولا حضرا(15)
أما المعاني التي شارك فيها عبد الله الطيب أبا فراس فهي ما اعتاده الشعراء في غربتهم ، من ذكر لما تردد في ألسنتهم عند الحنين إلى أوطانهم ، كذكر الطيور المقترنة بالحنين كالقمري والحمام، يقول عبد الله الطيب:
لقد ملأَ الكونَ الربيعُ ولـم يزلْ وقد لبسَ الأرباءُ بالروضِ سندس وغنت على الدوحِ البلابلُ سُــحرةً
ولكنني ناءٍ غـريبٌ وشُقَّتي
شتاءُ فؤادي ليـلُهُ مُتَراكِمُ
وشائعَ ثغرُ الزهرِ منهن باسمُ فجــاوَبَهُنَّ بالغداةِ الحمائمُ بعيدٌ ودونَ النيلِ بحرٌ خُضَارِمُ(16)

ويقول أبو فراس:
أقولُ وقد ناحت بقُربي حمامةٌ معاذ الهوى ما ذقتِ طارقةَ النوى
أيا جارتا ما أنصـــفَ الدهرُ بيننا
أيضحـكُ مأسورٌ وتبـكي طليقةٌ
لقد كنتُ أولى منكِ بالدمــعِ مقلةً
أيا جارتا هــل تـشعرين بحالي
ولا خَطَرَتَ مــنكِ الهمومُ ببالي
تعالَي أقاسمْكِ الهمـــــومَ تعالي
ويَسْكتُ محزونٌ ويندبُ سالِ
ولكنَّ دمعي في الحوادثِ غالِ(17)

• الوصف المجرد للندن وأهلها
انتهج عبد الله الطيب في هذا الجانب منهج الرحالين والعلماء، الذين يصفون البلاد التي زاروها وصفا جغرافيا دقيقا يذكرون فيه صفة تلك البلاد وطبائع أهلها، ولكن عبد الله الطيب جاء بهذا الامر في أسلوب شعري رصين، مثل قصيدته(لندن):
هذه لندنُ إذ نحن صِرنا
من بني لندن فلْتروِ عنا
يوشكُ اللبُّ بها أنْ يُجَنَّا
هي كالبحرِ وأمواجُهُ من
أنفسٍ فارحةٍ أو تُعَنَّــــى
دعْ زَحامَ الطرقاتِ العنيفا
وألوفاً رافــــــداتٍ ألـوفا
والمباني نطقت بالمعاني
من عصور عُتِقت أو دوان
وهي من تحتِ شحوبِ الدخانِ
تعرِضُ التاريخَ صحوًا ودجنا
آنساتٌ دلفتْ ناعـــــــساتٌ
واثقاتُ الخـــطوِ يسعين خطفا
لا يبالِين هل الــــــطرفُ عفَّا
إذ رنا الــــناظرُ أم لم يعفَّا(18)

ومثل هذا الوصف تخيله أحمد فارس الشدياق في كتابه اللغوي،(الساق على الساق في ما هو الفارِياق) فذكر أن المرأة سألت الرجل كيف وجدت مدينة لندن. فقال رأيت فيها النساء أكثر من الرجال وأجمل. قالت لوذهبت إليها امرأة لرأت بعكس ذلك فإن نساء الإنكليز في هذه الجزيرة لسن حساناً والحسن كله في الرجال. قلت هؤلاء نخبة البلاد انتقتهم الدولة حساناً ليخيفوا العدو في الحرب قالت بل الأمر بالعكس فإن الجميل لا يخيف وإن يكن عدواً وإنما القبيح هو الذي يخيف.
ثم قالت وكيف رأيت دكاكينها وأسواقها. فقال: أما الدكاكين فملآنة من الخز والحرير والتحف البديعة. قالت هل من هو فيها. قلت فيها نساء بيض حسان. قالت أنا أسألك عن شيء وأنت تخبرني عن غيره.(19)، وفي هذا الأمر توافق بين رجلين شرقيين في نظرتهما إلى بلاد الغرب
مما اتبعه عبد الله الطيب أيضا في وصف لندن، أنه أقر بتقصير الشرق عن اللحاق بالغرب في بعض مظاهر الحضارة الحديثة، وهو حديث إنصاف لاهل لندن، ففي قصيدته التي وصف فيها أنفاق القطارات قارن بين هذا الاختراع العظيم، وبعض عجائب الدنيا في الشرق والغرب، مثل سور الصين العظيم، والهرم الأكبر، وبرج بيزا المائل:
أما تـرى لنـــدنَ والتـــيوبا
خيوطُهُ كأنها العـــروقُ
إن ذكروا الصَّرحَ وسورَ بابِلْ فإنه عـــــجيبةُ العجــائبِ
وقصرِ جيهانَ وحِصنِ الصينِ
والهرمِ الأكبرِ عند الـــــجيزهْ يجعـلُ كلَّ نازحٍ قريبا
فيها الحياةُ والدمُ الدفوقُ
وافتخروا ببرجِ بيزا المائلْ
شيّدهُ الـعــــزيزُ والعزيزهْ أرعنَ ردَّ صــولةَ القرونِ يعجِز عنهُ وصفُ كلِّ كاتبِ(20)

وهذا الإنصاف ، كان قد جرى في الأدب العربي على لسان البحتري في سينيته المشهورة، التي تعجب فيها من حضارة الفرس وعجائبها التي زهدته في بلاد العرب حين رأى القصر الفارسي الأبيض في المدائن(21) في قوله:
أَتَسَلّى عَنِ الحُظوظِ وَآسـى
ذكَرتِنيهُمُ الخُطوبُ التَوالي
وَهُمُ خافِضونَ في ظِلِّ عالٍ
مُغلَقٍ بابُهُ عَلى جَبَلِ الــقَبـ
حِلَلٌ لَم تَكٌ كَأَطلالِ سُــعدى
وَمَساعٍ لَولا المُحاباةُ مِنّي

لِمَحَلٍّ مِـــــن آلِ ساسانَ دَرسِ
وَلَقَد تُذكِرُ الخُـــطوبُ وَتُنسي
مُشرِفٍ يَحسِرُ العُيونَ وَيُخسي
ـقِ إِلى دارَتَي خِـــلاطَ وَمُكسِ في قِفارٍ مِنَ البَــــسابِسِ مُلسِ
لَم تُطِقها مَسعاةُ عَنسٍ وَعَبسِ(22)

فإن كانت المحاباة للعروبة تمكنت من نفس البحتري حتى صرح بها ، فإن محاباة عبد الله الطيب، ظهرت في هذه القصيدة، حين سخر من استعلاء بعض البيض على السود والملونين في قوله:
أعـطشُ لا أُهدَى إلى شرابِ بين الوجوهِ البِيضِ كالـغرابِ
وذاتِ طـفلٍ أسكتتْ صغيرَها لما رأتْ من سَحنتي ديجورَها(23)
• الارتباط الوجداني بلندن
للمرأة كما تعلمون مكانة كبيرة في نفس الرجل ، وربما قلبت آراءه وأفكاره وغيرت مزاجه ونظرته وحكمه على الأشياء، وأكبر ارتباط وجداني بين عبد الله الطيب ولندن كان المرأة، وهي زوجته السيدة قرزلدا، فقد ذكرها كثيرا في شعره، كقوله:
مضى الزمانُ وقد عدنا إلى وطنٍ
وعقـّنا النيل إذ يـــروي بسلسله لولاك أنتِ لكان العــــيشُ أجمعُه فكيف أَجزيكِ إحساناً بكفرانِ
آويتِني حـيث لا قربى ولا نسبٌ
فلم نجد غير تثــــبيطٍ وإيهانِ
وغلُ الـعزيمةِ ذو زيفٍ وبُهتانِ
سحــابةً من حميمٍ آسنٍ آنِ
هيهاتَ حتى يَضُمَّ القبرُ أكفاني
إلا الودادُ وحـبٌّ ليسَ بالواني(24)

ارتبط عبد الله الطيب بزوجته ارتباطا رأى معه النيل عاقّا ، بعد أن كان يشكو فراق النيل في كل قصيدة يذكر فيها غربته في لندن ، وقد كان هذا لسوء حال أحاط بالعلامة عبد الله الطيب من بعض الحساد من أبناء وطنه ، وقد كادوا له كيدا عظيما كما يذكر في كثير من مواضع شعره، حتى حرك هذا الظلم في نفسه الحنين إلى لندن كأنها وطنه، وهذا التغير من شكاية لندن إلى الحنين إليها يذكرنا بقول نهار بن توسِعة
عتبتُ على سلْمٍ فلما فقدتُه وجرَّبتُ أقواماً بكيتُ على سَلْمِ(25)
بث عبد الله الطيب حنينه إلى لندن في بعض المواضع كقوله:
أيا خِلِّيَ هلْ دمْـــعُـ
ففي نفـــسِك من لند
وكـــم شاقـــك في لــند
وإذ يستنُّ نحـــو البصِّ
وإذ يَسْمُرُ في الحـــانـ فدمعُ العينِ في الخرطومِ غريبٌ أنتَ في الخرطـوم
ك من لـــــــندنَ هَطَّالُ
نَ يا ابنَ النيلِ أطلالُ نَ أبكارٌ وآصالُ
أفــــرادٌ وأرسالُ ـةِ يومَ السبتِ عُمَّالُ
من جَفْنِكَ همَّالُ
لا أهلٌ ولا مالُ(26

فهو هنا يتذكر بعض مظاهر الحيا التي تركها وراءه في لندن كما كان يذكر السيال والنخل والسواقي والقمري والحمام ، فقد انعكس الحال هنا، حتي حيا لندن عندما فارقها فقال:
حيَّاكِ لـندنُ رَيحانٌ له أَرَجٌ
ما إنْ يجف إذا جفَّ الربيعُ ولا
حان الرحيلُ إلى الخرطومِ واستبقتْ

من الرياضِ النضيراتِ المآنيفِ
يُمسِي يُصَـــوِّحُه مرُّ المهاييفِ
شئونُ دمعٍ حذارَ البينِ مذروفِ(27)

وقد مدح أحمد شوقي أيضا لندن، ووصف عهد الفرنج بالعدل، ولعل ظروفا كالتي انتابت عبد الله الطيب، قد حلت بشوقي في قوله:
عَهدُ الفِرَنجِ وَأَنتَ تَعلَمُ عَهدَهُم لا يَبخَسونَ المُحسِنينَ فـتيلا
فَاِرحَل بِحِفظِ اللَهِ جَلَّ صَنيعُهُ مُستَعفِياً إِن شِئتَ أَو مَعزولا
وَاِحمِل بِساقِكَ رَبطَةً في لُندُنٍ وَاِخلِف هُناكَ غِرايَ أَو كَمبيلا (28)
وربما تجد في نفس شوقي ما تجده في نفس عبد الله الطيب من غبن أصابه في وطنه، ففضل عليه بلادا أخرى حتى حنّ إليها

• الأثر الأدبي لمدينة لندن
يعد عبد الله الطيب شيخ شيوخ اللغة العربية وآدابها في السودان،وكان حريصا على صحة المباني اللغوية والأدبية، لكنه لم يكن يرفض التجديد الأدبي والإبداع الفني بجميع صوره، وقد كان علي يديه فتح أدبي كبير حدث بمدينة لندن في شهر أبريل في العام 1946م حيث نظم قصيدته (الكأس التي تحطمت) وهي أول قصيدة تفعيلة في الشعر العربي):
أترى تذكر لما أن دخلنا الفندق الشامخ
ذاك الفندق الشامخ في لِيدَزَ
ذاك الرحب ذاك الصاخب الصامت
ذاك الهائل المرعب إذ كنا معا
أنت واليانوس والاخرى التي
تصحب اليانوس
والأبصار ترمينا بمثل الرشقاتِ (29)
وللقصيدة قصة معروفة، وبتحطم هذه تلك الكأس كان عبد الله الطيب أول من كسر النظام العروضي التقليدي المعروف عند العرب ، من غير أن يُذْهِب موسيقا الشعر ورونقه، وكان أول من طرق باب الحداثة في بناء القصيدة العربية ووزنها وبعض تعابيرها
Admin
Admin
Admin

عدد المساهمات : 118
تاريخ التسجيل : 20/01/2012

https://links2012.mam9.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى